الاثنين، 16 يونيو 2014

وقولوا للناس حُسنا

على مقاعد الدراسة حيث كنا نتلقى العلم ونهذب نتاج أفكارنا لنشرق في عالم الاحترام والذوق كشمس توسطت كبد الأدب الرفيع والاخلاق الفاضلة والكلام الحسن. ولكن مارأيته في صفوف الدراسة وعلى مقاعد الجامعة وفي الشوارع والطرقات والاجتماعات والزيارات جعلني أغرق في بحر الألم وخيبة الأمل. كم رأيت من فتاة تلقي بألفاظها اللامبالية على مسامع صديقتها المقربة، وكم سمعت من ألفاظِ يندى لها الجبين في الأسواق والمنتزهات ،والطفل الصغير يدفع بسيل من الكلمات الجارحة للشيخ الكبير، وغيرها الكثير مما دفعني لكتابة هذا المقال. الالفاظ والكلمات هي التي تعبر عن شخصية الفرد فما الذي يمنعنا من أن تكون كلماتنا رقيقة لاتؤذي المشاعر ولاتخدش القلوب تعبر عن مدى رُقينا واحترامنا لذاتنا قبل الأخرين؟ العلاقات البشرية نسيج متداخل من الاحترام والحب واللطف والرحمة والذوق الرفيع. الكلمة بجمالها وبشاعتها يكون لها أثر بالغ في النفس البشرية،وتبحر مراكبها في عالم جديد الكلمة السيئة تغرقها في الاعماق والكلمة الطيبة توصلها إلى بر الأمان. الكلمة الطيبة لها أثر وأهمية كبيرة في حياتنا ،لقد ذكرت في القران الكريم في مواضع كثيرة وذكرت في الأحاديث الصحيحة. قال تعالى : أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ. والكلمة الطيبة دواء ديناميكي معالج لأمراض الحياة وصعابها ومشاكلها ،كم من علاقات حميمة كان أساسها كلام حسن ،فبالمحبة والاحترام وسمو النفس وصدق الضميرأصبحت أكثر قوة وتماسك وترابط ،وعلى العكس تماماً كم من كلمة سيئة هدمت علاقات وباعدت بين القلوب وزرعت بذور الحقد والشر في النفوس. وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم ،ونتهاون في كلماتنا ونختار القبيح منها ألا نعلم أن أمرها عظيم ( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) الكلمة السيئة تجرح مشاعر مرهفة وتسبب ألاما لاتطيب، وتبعد بين القلوب المقربة ،ويعم الحقد ويمتليء القلب بالضغينة وسيأتي يوم وتدفع ضريبتها وتتجرع مرارة كأسها. الكلمة الطيبة كرَوح الورد تخرج من أفواهنا لتعطر المكان، وتتشرب قلوبنا الحب الذي يجذب النفوس بعضها لبعض وتتباعد الأحقاد والأضغان، الكلمة الطيبة ضماد الحياة، الكلمة الطيبة كشراب لذيذ سُكب في أكواب أنيقة مصممة ببراعة لنقدمها للجميع حتى ترتسم البسمة على شفاه عطشــى. واستتفه مايجري بين بعض الأصحاب والأحبه من ألفاظ قبيحة على سبيل المزح أو مايسمونه (بالميانه) يعتقدون أنهم إن أساؤوا كلامهم مع اصدقائهم المقربين فهذا لايغضبهم ولايجرح قلوبهم، وفي الحقيقة أن الحب والاحترام جسد واحد لاينفصل، فإن كنت تحب صديقك أو قريبك ستحترمه. أتمنى أن نرتقي بكلامنا للأفضل ونهذب ألفاظنا للأجمل وننمق حديثنا ونجعله يرتدي أبهى الحلل قبل أن يلفظ به اللسان ليذهل الجميع بأناقته. بقلم / نوف الشيباني -

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
copyright © 2010 مدونة عفويـــة قلـــــم. All lefts reserved.
تصميم